Sunday, December 9, 2012



A Panel Discussion on the Future of Christians in the Middle East

(from Almoustaqbal daily in Arabic) 

 نظمت "دار سائر المشرق" يوم السبت الماضي ندوة حول كتاب "بقاء المسيحيين في الشرق خيار اسلامي" لانطوان سعد شارك فيها الوزير السابق الدكتور محمد شطح، الوزير السابق كريم بقرادوني، السفير السابق د.عبد الله بو حبيب وأدارها  الاباتي بولس نعمان في حضور حشد من المهتمين والمثقفين.
ا
نعمان: لنضع يداً بيد المجددين في الشرق
استهل الأباتي نعمان كلمته بالتمني لو تم طرح موضوع "بقاء المسيحيين في الشرق" من زاوية اشمل فالقضية بالنسبة له لا تعالج من زاويتها الدينية فحسب، والاديان في تطورها في انتشارها او انحسارها لا تتعلق بارادة الانسان وحده، بل هي ايضاً من عمل الروح ومن عيش العقيدة بعمقها ولا تقاس بالعدد وحده (...)
واعتبر الاباتي نعمان أن مشكلة هذه البلدان انها غير قادرة بقواها الذاتية على تطوير بنياتها الروحية والاجتماعية قبل ان تحل مشاكلها الاساسية التي اكتفي بتعدادها وهي: الانظمة الدكتاتورية والعسكرية والدينية، الامية والبطالة، التخلف الاقتصادي والاجتماعي، التنامي الديموغرافي المدمر للتوازن الانساني، تنامي الفقر بالرغم من الثروات الطائلة، غياب الفكر الديني الاصلاحي الحقيقي والاستعاضة عنه بالتعصب، تهميش دور المرأة وحقوقها وهي اكثر من نصف المجتمع يضاف اليها سبب خارجي هو السياسات الخارجية المنحازة لاسرائيل التي ترفض اي حل عادل للقضية الفلسطينية وهي القضية المركزية لاكثر مشاكل الشرق العربي، مشيرا الى أن هذه الاسباب كانت اساس آفتين متآكلتين هما: هجرة الشعوب والنخب الفكرية والاجتماعية المسيحية بنوع خاص الى بلدان الغرب الديمقراطي حيث تتوفر لهم فرص العمل والنجاح وتنامي الحركات الاصولية والراديكالية الدينية او المحتمية بالدين.
وقال: وها هم ابناء الشرق ينتفضون من اجل حريتهم وكرامتهم الانسانية ليس بفضل وجودنا بل بفعل الروح العامل في هذا الشرق وفي الكون لنحسن قراءات علامات الازمنة، ولنواكب ابناء الشرق بصرخة رؤيوية تؤكد على قيمة الانسان وتعلن قيامته في الشرق وليس ادل على ذلك من مثل ثالث وثيقة للازهر الكريم عن الحريات التي اصدرها في العاشر من ك2 
2012 ومن الاحترام الذي يبديه السيد السيستاني نحو الاخرين وقوانينهم... ورغبته في الوصول الى الحقيقة.

شطح: لبنان هبة المسيحيين إلى العالم العربي
تطرق الى الأحداث التاريخية التي عصفت بمصر وسوريا والعراق منذ بدايات النصف الثاني من القرن العشرين وحتى الامس القريب؟ حيث لم تطل فترة ما بعد الاستقلال والتطور الاجتماعي الديمقراطي الطبيعي الا لبضع سنوات فسرعان ما أحكمت سلطة الامن والسلاح قبضتها فاحتكرت الاقتصاد والعلم والمعرفة والاعلام..... هذه العوامل هي بالدرجة الاولى ما ادت بالنتيجة ومن الناحية الفعلية الى تراجع وضع المسيحيين في تلك المجتمعات ولو كان بشكل غير مقصود. ..... والواقع ان الاسلام لم يكن لاعبا مهما" على الاطلاق في تلك الفترة اللهم ان الغاء الحياة السياسية جعل من الاسلام (الغير القابل للالغاء بالطبع) ومن الاسلام السياسي منافساً وحيداً وبديلاً حاضراً عند لحظة رفع الغطاء القمعي للنظام.
وعبر شطح انطلاقا مما يحدث من حولنا عن قناعة تامة بان عملية التحول التي تشهدها المنطقة العربية هي في جوهرها ومحصلتها تطور طبيعي رغم الضوضاء المرتفعة والغبار الكثيف التي تكتنفها. تطور نحو المبادئ والمفاهيم الانسانية والسياسية المشتركة التي وصلت اليها المجتمعات الاخرى على اختلاف اعراقها وثقافاتها ودياناتها. ليس هناك استثناء عربي أو استثناء أسلامي..... وما يجري في مصر هذه الايام يؤكد ان تحولا" اساسيا" قد حصل فعلا" رغم ان مصر وغيرها لا زالت في فترة المخاض. فلن يستطيع أي كان بعد اليوم ان يستأثر بالسلطة والقرار بغض النظر عن الاسباب والمبررات ولو كانت تحت راية اسلامية.... وقال: يسألون: من سيحكم مصر؟ ومن سيحكم سوريا؟ والاجابة بسيطة: ِشعب مصر وشعب سوريا. وهذه هي شبكة الامان الحقيقية للمسلمين والمسيحيين على السواء. ...
وفي ما خص لبنان، اعتبر شطح أنه يتفق مع الكاتب على أن المقاربة لا بد وأن تكون مختلفة. فمسيحيو لبنان ليسوا اقلية صغيرة. هم طبعا" اساس وجود لبنان ككيان مستقل. حتى ان البعض وصفه بانه كما مصر هي هبة النيل فلبنان هو هبة المسيحيين الى العالم العربي.... طبعا" هناك حقيقة أن معظم المسيحيين اليوم ولاسباب يبينها الكاتب بالتفصيل يشعرون بالغبن وايضا" بالخوف على لبنان من ان لا يعود لبنان الذي يعرفون او يريدون ولو بقي ارضا" لا علما" وحدودا". ومن البديهي ان شعور اي طائفة بالغبن هي مشكلة للجميع وليس للطائفة التي تشعر بالغبن فقط. والمعالجة المطلوبة تصبح بالتالي مسؤولية وطنية...
وقال: لقد كنت ولا ازال ومع اغلبية اللبنانيين على قناعة تامة بان لبنان اكبر بكثير من مجموع اجزائه. والمطلوب من جميع الذين يؤمنون بذلك ان يعملوا على بلورة اهداف وركائز واضحة لتدعيم الهيكل اللبناني وتعزيزه بعد ان وصل الى درجة خطيرة من الهشاشة والتفكك ... الاهداف كبيرة ولكن الطريق ليست مجهولة المعالم. وهي بالاساس الطريق التي رسمها دستور الطائف . ولست ممن يعتبر ان دستور الطائف مقدسا" الا انه فعلا" يحوي العناصر الاساسية لمعالجة المخاوف الطائفية ولوقف التأكل في منعة الدولة وسلطتها وادارتها للشأن العام، وهي: الضمانات المشروعة للطوائف عبر مجلس شيوخ، اللامركزية الادارية الموسعة، مبدأ الحياد والتحييد، مرجعية الدولة وسلطتها الحصرية في الامن والسلاح كمبدأ يتلازم مع مبدأ سيادة الدولة ووحدتها.
وختم بالقول: إن هذه العناصر الاساسية هي برأيي المدخل الحقيقي لمقاربة الموضوع. ليس فقط موضوع الغبن والخوف على لبنان لدى المسيحيين ولكن ايضا" لدى اللبنانيين بشكل عام. هل سيتمكن اللبنانيون المؤمنون بهذا النوع من الطروحات من بلورتها الى برنامج عملي واضح تلتف حوله قاعدة شعبية واسعة من مختلف الطوائف تجعله قابلاً للتحقق؟ للاسف لا يبدو ذلك 
على المدى القريب ولكن يبقى هذا هو الطريق والهدف

بوحبيب
اعتبر بوحبيب مستهل كلمته أن اشكالية المساواة التامة والمحافظة على الوجود والدور الفاعل في هذا الشرق، كانت دائما هاجسا وتحديا أمام المسيحيين المشرقيين في هذه المنطقة.
واشار الى أن دور المسيحيين تاريخياً ومنذ العصور الإسلامية الأولى شكّل قيمة مضافة لمجتمعات المنطقة، في لعب دور متميز في التفاعل الحضاري الإيجابي الذي أثرى الحضارة العربية الإسلامية، كما جاء في كتاب أنطوان سعد.
وقال بوحبيب: إن التحديات والمصاعب الماثلة في أفق هذه المنطقة، ترخي بظلالها على وضع المسيحيين المشرقيين فالمجتمعات العربية الإسلامية عموماً تشهد موجة لإنتشار الفكر المتشدد الذي يعبر عن معضلة الصدام مع الحداثة وأزمة الهوية ضد ما تعتبره فئات في هذه المجتمعات، "تغريباً" وإستهدافاً لحضاراتها، ما يقود الى التطلع الى الماضي الإسلامي المجيد على أنّ نظمه وأساليبه وأحكامه هي السبيل الى النهضة الإسلامية المنشودة.
وأضاف: إنطلاقاً من هذا المشهد، فإن المسيحيين ما زالوا متمسكين بأهدافهم الأساسية، وهي الحفاظ على وجودهم وعلى دور فاعل في الحياة العامة تحت مبدأ المساواة في المواطنية... وفي عصرنا الحالي، ترتدي المحافظة على الوجود المسيحي في المشرق العربي أهمية كبيرة لإتصالها بقضية التنوع والتعددية في العالم أجمع.

بقرادوني
وفي الختام تكلم الوزير السابق كريم بقرادوني بايجاز عن " كتاب "بقاء المسيحيين في الشرق خيار اسلامي" واعتبره كتابا قيما، وبعدما أبدى موافقته على معظم ما جاء فيه، سجل تحفظه على فكرة اعادة الاعتبار للتجربة العثمانية التي أوردها الكاتب في معرض مؤلفه، كما ابدى ملاحظة على عنوان الكتاب معتبرا أن بقاء المسيحيين في الشرق هو خيار مسيحي.

No comments:

Post a Comment